[size=18][color=red]
انتشرت في السنوات القليلة الماضية في مدينة البصرة ظاهرة المدارس الخاصة بشكل كبير، مع افتتاح مدارس جديدة في كل حي تقريباً وخصوصا الأحياء الراقية.
كما تعجّ المدينة بالإعلانات التي تروّج لمناهج المدارس، والتي تتضمن فرص التعليم الخاص، واللغات الأجنبية كالفرنسية والروسية ودروس الكومبيوتر.
قدوري محسن الشاوي، مدير في مديرية تربية البصرة، قال أن المدارس الخاصة خلقت المنافسة بين القطاع العام الحكومي والقطاع الخاص في مجال التعليم.
وقال الشاوي "بالتالي كلاهما يحاول تقديم الأفضل". وأضاف "هذا يصب في مصلحة العراق. ومن خلال الاطلاع على التجارب في دول الجوار، وجدنا المدارس الخاصة فيها أكثر من المدارس الحكومية. والأهالي هنا يرحبون بفكرة المدارس الأهلية".
ويوجد في البصرة الآن 39 مدرسة خاصة. ويذهب أمير عبدالحسن، 19 عاما، وهو طالب في الصف السادس الإعدادي، إلى إحداها.
قال عبدالحسن "اعتقد بأن التعليم في المدارس الأهلية يوفر كافة مستلزمات التفوق".
المناهج الدراسية الأساسية في المدارس الخاصة لا تختلف عن المدارس الحكومية، ويخضع التلاميذ من كافة المدارس للامتحانات النهائية التي تضعها وزارة التربية.
ولكن، قد تقدم المدارس الخاصة بعض المواد التي لا تتوفر عادة في جميع المدارس الحكومية، مثل اللغات الأجنبية. ومنها ما يقدّم أيضاً أجهزة الكمبيوتر، إلى جانب تدريب الطلاب والمعلمين على استخدامها.
وأحد الأسباب الأخرى التي تجذب الطلاب إلى المدارس الخاصة هو قلة عدد الطلبة في الصف الواحد، مقارنة مع المدارس الحكومية.
وقد بدأ افتتاح المدارس الخاصة في العراق بعد إصدار القانون رقم 50 في البرلمان العراقي، والذي نظم عملية افتتاحها واشترط توفر معايير معينة، مثل وجود ساحات اللعب بمساحات مناسبة ووجود مختبرات علمية ومكتبات وغيرها من الخدمات.
وقال الشاوي إن وزارة التربية العراقية احتفظت بحق تحديد نسبة أجور المدرسين العاملين في المدارس الخاصة، وهي مساوية لأجور المدرسين في المدارس الحكومية.
وأضاف الشاوي "ولكن الفرق في الحوافز والمكافآت التي تقدمها المدارس الخاصة للمدرسين".
سمير عبدالجبار، أحد موظفي مديرية تربية البصرة، قال "المدارس الأهلية ضرورية لأن عدد الطلاب في البصرة كبير جدا وهناك حالة من التضخم في عدد الطلاب وخاصة المناطق الشعبية".
كامل البدر، رئيس مجلس إدارة مدارس البصرة الأهلية، قال "إنها تجربة رائدة في البصرة. وقد أثبت ذلك بعد النجاح الذي تحقق بسبب التفوق الذي حققه الطلاب".
وينوي المجلس إضافة مواد أخرى على المناهج الدراسية، في حال سمحت وزارة التربية العراقية بإدخال مناهج خاصة.
وأضاف البدر "نرغب مستقبلا بتوفير امتيازات أخرى، مثل تقديم وجبة طعام يومية للطلاب. ونحن نطمح إلى فتح جامعة خاصة مستقبلا ومعهد لتطوير موظفي دوائر الدول".
وتصل الأجور الدراسية للطالب في العام الواحد إلى 700 ألف دينار للمراحل الابتدائية الاولى والثانية والثالثة، و800 ألف دينار للمراحل الرابعة والخامسة، و900 ألف دينار للمرحلة السادسة. إلى ذلك، يحصل أبناء الشهداء على أسعار مخفضة.
وقال عامر طه، والد أحد الطلاب في مدرسة في البصرة، "أنا مستعد أن أتحمل المصاريف العالية مقابل مستقبل مضمون لابني".
ولكن، ليس بمقدور كل مواطني البصرة تحمّل أعباء إرسال أولادهم إلى مدارس خاصة.
"لذلك على الحكومة أن تعمل المستحيل ليتم رفع مستوى التعليم"، حسب قول طه. "ويجب تقديم كافة الجهود من المدرسين والمعلمين لبناء جيل صحيح".
الرئيسية 
أحدث الصور 
